دارت
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في هذه الدقائق تعصف بيا عواصف من الدموع والأشجان والمشاعر التي لا
أستطيع تبريرها واترك دموعي تنساب غزيرة علها تغسل شحنات ذلك النهار وأظن
أن القارئ يستطيع أن يستوعب معي معنى أن تفارق من أحببت كرها أو طوعا وأن
تكون وحيدا بلا معنى ولا صدر حنون يضمني وأشعر بدفء الحب وأن يسخر منك
القريب والبعيد ويدعوا لك أن تستعيد أيامك الهاربة
في تلك الليلة عدت أدراجي كعادتي بعد يوم طويل من العمل الشاق وجدت زوجتي الحبيبة الغالية التي أحبها أكثر من روحي
بحالة من التوتر والعصبية المفرطة وكانت تنتظرني لتعزف على أوتار الشجار محنة قاسية وسيل من الكلمات والمفردات القاسية
أنا أدرك أن انفعال شخص وسخطه من الآخر له أسبابه وأبعاده لكنني وحتى
ليلتي هذه صدقا لم أعي سببا واضحا جليا يبرر استيائها مني وغضبها الشديد
وطلبها أن نفترق وأن أبتعد وأخرج من حياتها
تلك الكلمات مازال صداها مدويا بقوة بأذني ويهدم وجداني
زوجتي الغالية إنسانة رقيقة ومشاعرها نقية صافية صفاء الماء العذب وأنا أعشق روحها الطاهرة الجميلة ومودتها
في حياتي الواقعية زوجتي من أسرة فاحشة الثراء وذات سمعة متميزة بالمجتمع وأنا جدا بسيط وهزيل وفي غاية الفقر
تعارفنا ولقائنا وزواجنا كان جميلا جدا وسرد تفاصيل تلك المرحلة لن أرويها لأنكم لن تهتموا بها
في ليلة زفافي قالت ليا بضع كلمات عند وصولي إليها وجلوسي بقربها لن اذكرها لكنها حفرت أخدودا عميقا بقلبي وأثرت بنفسيتي
في صباح ذلك اليوم جمعت ملابسي القديمة التي كنت أرتديها قبل ارتدائي بدلة
الزفاف ورتبتها باحترام ورهبة ووضعتها في خزانتي و كنت أعلم يقينا مطلقا
أن الأيام دوارة وأنني سوف أرتديها ثانية
صبيحة زفافي كان نهارا مشرقا ورديا عبقا بأجمل عبارات الحب والحنان
والمشاعر المرهفة الوهاجة وتبادلنا كلمات الحب وقصائد الغزل وتغزلنا
بأنفسنا وباحت شفاهنا بأجمل عبارات الحب وعطره الجميل
الأيام متسارعة مجنونة محمومة والزمن لا ينتظر أحد والحب بيننا ينموا
ويتألق وبعطر الياسمين والورود كانت أيامنا تلك محبة ونور وجمال
في تلك الليلة الحزينة لم أدري حقيقة مشاعري ولماذا جرت تلك الأحداث
افترقنا وكان الوداع مرا بكل ما تكنه الكلمة من معنى
وبهذه الكلمات أنا لم أعد أحبك لا أطيق النظر إليك وحياتي جحيم محموم معك وطلبت مفاتيح العمل والسيارة وان أعيد كل شيء لا يخصني
كانت هيا الصدمة التي عجزت عن وصفها جمدت الدم بعروقي وقتلت قلبي الصغير ولم أستطع الكلام سوى الانصياع الفوري لهذه الرغبات
عندما دخلت غرفتي ثانية أحسست بإعياء شديد وبدوار عنيف ولم أتمالك نفسي وبكيت كثيرا وصدى تلك الصرخات مازال يدوى
أخرجت ملابسي القديمة التي احتفظت بها عند لقائنا الأول وارتديتها
كانت قد تغيرت قليلا بعد تلك الفترة ونظرت إلى نفسي في المرآة لقد عدت بتلك الثياب إلى أيامي الأولى ورأيت نفسي كما كنت ليلة زفافي
أعدت كل شيء مكانه وأفرغت حقيبتي وملأتها أحزاني وخرجت
نظرت باتجاهي وقد هدأ كل شيء وبدت الدهشة والاستغراب بوجهها
وتلاقت بسرعة عيوننا الحائرة وقطعت جدار الصمت من أين أحضرت هذه الثياب
كيف عادت إليك أليست تلك الملابس التي كنت أراك بها أيامنا الأولى
لم أتمكن من الكلام ولم يسمع بتلك الثواني إلا صوت قطرات الدموع تصطدم بالأرض
وأشارت بيدها أن أخرج
سأخرج الآن كما دخلت أول مرة بثيابي التي كانت تعني ليا الحب الأول والحب
الأول له قدسيته وطهارته فمن يدخل القلب أولا لايخرج ولن يدخل إليه أحد
فهو الشجرة الجميلة التي ارتوت برحيق تلك الأيام وصدق المشاعر والأحاسيس
وغادرت أعتاب ذلك البيت بوحشة لم يرافقني أحد ولم يبتسم ليا أحد
ونظرت إلى تلك الأسوار التي احتضنت حبي الأول والأخير وناشدت أحجار البيت أن ترعى من أحببت
ودارت تلك الأيام دورتها واختفت البسمة من وجهي وحل السكون والظلام
وغدا الحب سرابا وانتهت المودة