moonman
أوسمتى : عدد المساهمات : 992 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 08/01/2012 الموقع : www.ta3alm.yoo7.com
| موضوع: حكاية العصفور المهاجر الأحد مارس 18, 2012 4:51 am | |
| حكاية العصفور المهاجر ,
[URL="http://vb.lm3a.net/"]منتديات[/URL] [URL="http://www.flashxaddictingxgames.com/"]flash games[/URL] [URL="http://forum.hawamoon.com/"]حواء[/URL] [URL="http://www.q8yatclass.com/"]كويتيات[/URL]
حكاية العصفور المهاجر
كانت هناك غابة عامرة بالحب والاستقرار بين جميع من يعيش فيها من كائنات يسودها التعاون والألفة والوئام والاحترام فالضعيف يحترم القوي والقوي يحنو على الضعيف بالرعاية والتواضع. وكانت تعيش في تلك الغابة عائلة عصفورنا المحبوب الطيب فقد خرج من بيضته قبل أيام قليلة ففرح بزقزقته الجميلة جده وجدته وأمه وأبوه وكذلك العصافير التي كانت حول أعشاشهم.
وبعد برهة من الزمن تعلم هذا العصفور الاعتماد على نفسه يوما بعد يوم فبعد انفصاله عن عشه الأكبر المملوء بالألفة والمحبة أجبرته الأقدار أن يرتحل إلى أقصى الغابة لحاجة ما وهناك وجد نفسه غريبا بين تلك الطيور فمنها الجارح ومنها المرتزق ومنها الأليف ومنها الغادر... فعصفورنا الطيب كلما أراد أن يتعايش معها هبت الرياح عكس تحليقه.
وبعد أن اخضرت الأرض وأينعت الزهور وأثمرت الأشجار بهطول الأمطار في ذلك الموسم والتقى كل حبيب بحبيبته كلما ازدادت حرقته وشوقه لعشه الكبير ومن جهة أخرى فقد اشتاق جده وجدته لرؤية حفيدهم العصفور الطيب والحنون فأرسلوا في طلبه الفراش والنحل المهاجر كي يخبروه بذلك.
وفي يوم من تلك الأيام الشاحبة على عصفورنا الطيب حلق في السماء مستعرضا جناحيه الدقيقة في صنيعها والعظيمة في عطائها من خالقه رب الأرباب وفي أثناء تحليقه لفتت نظره زهرة جميلة يحوطها الشوك من كل جانب يصعب الوصول إليها وبينما هو سابح في خياله وإذا بطائر من الجوارح قد باغته فأصاب عصفورنا الطيب بمخالبه في جناحه الأيمن فسقط على إثر هذه الضربة على الأرض فاقدا لوعيه وبعد أن أفاق من غيبوبته وإذا هو في أحضان حمامة جميلة قد داوت جراحه ونثرت عليه الحب والعطف والحنان الذي افتقده من جدته العصفورة.
يوما بعد يوم وهو في تحسن دائم وملحوظ قالت له الحمامة الجميلة: عليك يا عصفور أن لا تكتم جراحك بل أن تقدم شكواك للسلحفاة التي تقضي بين الطيور والحيوانات هناك فدمعت عينا العصفور دون أن يحرك منقاره بالقبول أو الرفض و بعد أيام عشق العصفور الحمامة الجميلة وأمسكت بشغاف قلبه فطلبها لعش الزوجية فبادرته بالإجابة والقبول إلا أنها في اليوم التالي استوقفتها بعض الأمور التي تحول دون ارتباطها منه فأسرها الحزن لإخباره بذلك وهو ساكت لا يحرك ساكنا سوى دموعه المنهمرة على زغب رقبته الناعمة وافتراشه لجناحيه الصغيرين احتراما لها.
وعند بداية صباح يوم جديد كانت السماء ملبدة بالغيوم والزهور تسر الناظرين والنحل يعانقها تارة والفراش يحنو عليها تارة أخرى. فالحمامة الجميلة غرقت في الخيال لروعة المنظر وإذا بنحلة صغيرة قد علق رحيق الأزهار في أرجلها مما منعها من الطيران والتحليق فوقفت لتستريح على غصن شجرة التوت وترمي ما عليها من رحيق دون أن تدري بأن ) الدبابير( المفترسة ساكنة بهذه الشجرة المثمرة بالتوت الأحمر ومن الناحية الأخرى لشجرة التوت تقف حمامتنا الجميلة وهي ترى كبير )الدبابير( يحرض أعوانه لمهاجمة النحلة الصغيرة فأسرعت الحمامة نحو النحلة فالتقطتها بمنقارها الصغير متجهة بها لمنطقة آمنة فشكرت النحلة الحمامة على إنقاذها من لحظة الخطر القاتل وبينما هما في تبادل الشكر والثناء سألت النحلة الحمامة فقالت: هل رأيت يا أيتها الحمامة الطيبة عصفورا جميلا وحيدا دون عائلة؟
فقالت: "نعم إنه بالقرب من بيتي قد أصابه الصقر المغرور في جناحه بمخالبه مما حال بينه وبين الطيران" وفي الحال ذهبا إليه والتقيا به فقالت النحلة للعصفور: "إن جدك طيوب العصفور يريدك أن ترجع إلى عشك في الحال" ولم يرد عليها بشيء فغادرت النحلة عش العصفور متجهة نحو خليتها. وبعد أن تماثل عصفورنا الطيب للشفاء قرر أن يعود لعشه الكبير مخلفا وراءه الحب والحسرة لاستحالة ارتباطه بالحمامة الجميلة فبعد أن عانق القمر السماء وتغزلت الكواكب بالنجوم واحتضنت الطيور صغارها وتلاعب النسيم بالزهور والتقى كل حبيب بحبيبه وكل عاشق بمعشوقته وبعد أن تجلت في عيني عصفورنا الطيب أن:
لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الممات قليل وإن افتقادي واحدا بعد واحد دليل على أن لا يدوم خليل
حلق في سماء الشوق متجها نحو أهله وبيته المملوء بالحب والحنان.
أتمنى أحبائي الأعزاء أن أعجبتكم قصتي هذا اليوم مخلفة وراءها بعض التعليقات والأسئلة فإذا كانت الغابة مخيفة ليلا فمن المؤكد أنها تحمل في أطرافها الجمال والخضرة نهارا وإذا كانت الطيور ترفرف على صغارها بالحب والرعاية فهناك الكثير من الكائنات تحمل نفس السمات والأهداف إذا فكيف بنا نحن بنو البشر؟؟ هل نحن متعاونون فيما بيننا؟؟ وهل يحمل كل منا أخاه على محمل حسن؟ وهل الإبداع له حد للتوقف؟ أم هي حبال شائكة الأطراف لحده وتمزيقه؟؟ وهل الكلمة الطيبة والابتسامة منتشرة فيما بيننا؟؟ أم الغيبة والنميمة والتملق تفوح من حنايا أضلاعنا ؟؟
وهل وهل وهل ؟؟
منقووووووول
| |
|