السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه حكاية أُسطورية مُعبره حبيت أن أحكيها لكم
أحد الأيام احترق بيت العقرب والغابة من
حوله ،فما كان من العقرب الا أن احتال على
الخروج من بيته ذي الأنفاق والمداخل المتعددة ،
وخرج فارّاً بجلده قبل أن تقضي عليه النيران التي
كانت تُلاحقه وتُحيط به من كل صوب ..
سار العقرب طويلاً وسط ذلك التيه الذي وقع فيه وفُرض عليه ، وقد كلّت أرجله من المشي والركض
المضني ، بعد أن وصل بمسيره الضالّ الى ضفة نهر
غامر فوقف أمامه عاجزاً وسقط مغشيّاً عليه ! ...
فلما أفاق رمى ببصره الى أمام ، فرأى قبالته عصفور غاية في الجمال ، يطير فوق الماء ويرفرف
ذهب العقرب إليه وهو يلوي رأسه وأظهر نفسه متعب ومرهق..
وقال للعصفور هل لك أن تقلني إلى الناحية الثانيه من النهر
فأنا متعب ومرهق لا أستطيع العبور..
كما طرت إلى هنا ممكن أن تطير بي وأنا على ظهرك إلى الناحية الثانية..
وافق العصفور وركب العقرب على ظهر العصفور وطار به الى الناحية
الثانية من النهر ...
وحط العصفور على الشاطيء وعلى ظهره العقرب وأمره بالنزول
وقبل نزول العقرب لدغ العقرب رقبة العصفور
وقال له العصفور لماذا لدغتني وأنا ما فعلت معك إلا الطيب وخدمتك أوصلتك إلى بر الأمان و أنقذتك من الغرق
رد العقرب وقال ما كان في نيتي أن ألدغك ولكني عقرب وهذا طبعي
أن أغدر وألدغ الأقرب ...
هنا التعليق على الحكايه
أُحذرو العقارب لا تأمنو لها أبدا
الحكاية جاءت أن في بعضا من البشر له طبع العقرب..
غدار يغدر دون سبب
له طبع الخيانه والطعن بالظهر كما فعل العقرب بالعصفور الطيب..
وهناك من البشر من له طبع هذا العصفور الطيب محبا للخير ومعطاء لا ينتظر جزاءا ولا شكورا
ولكنه يحظى بمثل هذا العقرب ويلدغه لدغة ممية أحيانا
قصة نخرج منها العبرة والعظة واخذ الحيطة والحذر
فالعقرب عقرب لن تتخلى عن طبعها ولن تختزن سمها فإنها يضرها
لذلك مهما قدمت ومهما اعطيت وتفانيت
في خدمتها لاتأمن غدرها ومكرها ولدغتها
وفي المقابل تظل لدغتها بين إثنين إما
ترياق لهذا السم شافي او موت وراحة من
الوجع والألم
ولكن لدغات البشر تظل مؤلمة متكررة لا
يخفت المها ولا نشفى منها باقي سمهم
يسري مع الدماء ....حتى الوفاة
أحيانا لـ لدغة العقرب الحيواني علاج
ممكن أن نتلافه و نعالجه ونشفى منه..
ولكن لـ لدغة العقرب البشري قد يصعب علاجه ويترك أثرا صعب إزالته أو نسيانه
وقانا وإياكم لدغات العقارب من النوعين
مع تقديري وإحترامي